من الشعراء الذين تـثـني عليهم مجلاتـنا وصحفنا وتقدمهم على أنـهم من كبار المبدعين . (أدونيس) وهو شاعر نصيري كان اسمه علي أحمد سعيد، ثم ترك النصيرية واعتنق الشيوعية، وتسمي باسم أحد أصنام الفينيقيين (أدونيس) ، وهذا الملحد يُـقدم في صحافتـنا على أنه من كبار الأدباء والشعراء، لم نسمع ولم نقرأ حرفاً واحداً يحذر من فكره وكفره، بل تـنشر صوره وغليونه في فمه وتحته عبارات الإطراء والمدح .
ففي عدد اليمامة 911 وفي صفحة 81 من مقالة (للأنهار منابعها ولها أيضاً مصبات) وردت العبارة التالية : "نقرأ لأدونيس بعض أعماله فنشعر بنشوة ما بعدها نشوة، ونكاد نقول شكراً أدونيس، رسالتـك وصلت" .أما صحيفة اليوم العدد 4762 الصفحة 12، فتـقول عند الحديث عن محمود درويش زميل أدونيس : "هذه الغنائية التي أوقعت ناقداً كبيراً كأدونيس في حيرة شديدة" .
وفي مجلة اليمامة العدد 893 الصفحة 101، كتب محمد الحربي تحت عنوان (ضد من) يقول الحربي : "ألا ترى معي أننا الأمة الوحيدة التي تتـنكر لمبدعيها ومفكريها، لقادتها ولنجومها، وللمتميزين عبر تجاوزاتهم للسائد والنمطي" .نعم الإبداع والفكر والقيادة والنجومية والتميز لا يستحقها عند الحربي إلا المتجاوز للسائد والنمطي، وما هو يا ترى السائد والنمطي عندنا ؟ أليس هو الإسلام عقيدة وشريعة وخلقاً وسلوكاً ؟؟!
لنرى من هم الذين يستحقون هذه الأوصاف لدى الحربي حين يقول : "ألا ترى معي هذه الحملة ضد درويش ؟ ولعلك تراجع ما يقال عن الحاضرين : البياتي, يوسف الصائغ، محمود درويش، مظفر النواب، أدونيس، إلى آخر القائمة؛ ولعلك تراجع ما يقال عن الراحلين : السياب، عبد الصبور، دنقل" .
وهذه المجموعة التي اعتبرها الحربي هي المبدعة المفكرة المتميزة لا يجمعها جامع إلا حرب الإسلام والارتماء في أحضان الفكر اليساري الملحد . ثم يواصل الحربي تقديمه للمبدعين لدينا في نظره الذي تتـنكر لـهم الأمة واصفاً الذين يخالفون بأهل الساحة الصفراء - وهو رمز يطلقونه على حملة السلف وأهل الأصالة - فيقول : "ولعلك تراجع أوراق الساحة الصفراء، فترى شيئا مما هو ضد الغذامي والصيخان والسريحي والزيد … و … و … "
يقول في كتابه (زمن الشعر) الصفحة 76 : "إن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي، ليست تلك التي تسليه أو تـقدم له مادة استهلاكية، ليس تلك التي تسايره في حياته الجارية، وإنما هي التي تعارض هذه الحياة، أي تصدمه، تخرجه من سباته، تـفرغه من موروثـه، وتـقـذفه خارج نفسه، إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها، الدين ومؤسساته، العائلة ومؤسساتها، التراث ومؤسساته، وبنية المجتمع القائم كلها بجيمع مظاهرها ومؤسساتها، وذلك من أجل تـهديـمها كلها، أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد، هكذا يلزمنا ثورياً مسرح ضد مسرح، وشعر ضد الشعر، وقصة ضد القصة، يلزمنا تحطيم الموروث الثابت، فهنا يكمن العدو الأول للثورة" .ويقول في صفحة 156 من الكتاب نفسه : "الأدب الحق هو الذي يعبر عن الحياة … ومن أعقد مشكلات الحياة العربية وأكثرها حضوراً وإلحاحاً، مشكلة الجنس، لكن حين يعالجها كاتب شاب بأقل ما يمكن من الصراحة والجرأة تهب في وجهه رياح التأفف والشتيمة …. ومن أعقد مشكلاتـنا مشكلة الله ، وما يتصل بـها مباشرة في الطبيعة وفيما بعدها، ونعرف جميعاً ماذا يهيئ للذين يعالجونها بأقل ما يـمكن من الصراحة والجرأة . ومن أعقد مشكلاتنا أيضاً وأكثرها إلحاحاً وحضوراً ، مشكلة القيم والتراث" .
هـذا هو أستاذ عباقرة الحداثيين وأساتذة الأدب والثقافة في مجلاتـنا، إلحاد في العقائد، وإسفاف في الخلق، ورذيلة في الفكر، والكتاب كله على هذه الوتيرة .أما في كتابه (مقدمة للشعر العربي) الذي حاول فيه أن يثبت جذوراً لفكره المنحل في شيء من التاريخ ، يقول في صفحة 131 ، حين يتحدث عن قيمة الشعر الجديد، مبينا صلتها بالفكر الصوفي القائل بوحدة الوجود ما نصه : "تجاوز الواقع أو ما يمكن أن نسميه اللاعقلانية، واللاعقلانية تعني الثورة على قوانين المعرفة العقلية، وعلى المنطق، وعلى الشريعة من حيث هي أحكام تقليدية تعنى بالظاهر …. هذه الثورة تعنى ـ بالمقابل ـ بالتوكيد على الباطن ، أي على الحقيقة مقابل الشريعة, وتعنى الخلاص عن المقدس والمحرم، وإباحة كل شيء للحرية
. الله في التصور الإسلامي التـقليدي نقطة ثابتة متعالية منفصلة عن الإنسان، التصوف ذوب ثبات الألوهية، جعله حركة في النفس، في أغوارها، أزال الحاجز بينه وبين الإنسان، وبهذا المعنى قتله، أي الله، وأعطى للإنسان طاقاته، المتصوف يحيا في سكر يسكر بدوره العالم، وهذا السكر نابع من قدرته الكامنة على أن يكون هو الله واحداً ، صارت المعجزة تتحرك بين يديه" .
أقول هل وصل بنا الحد أن يشاد بصاحب هذا الكلام في صحفنا ومجلاتـنا، ويقدم على أنه من قمم الفكر والأدب ؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون .
ومن نماذج شعره ما نقله أحمد كمال زكي في كتابه (شعراء السعودية المعاصرون) الصفحة 144 قوله :
( كاهنة الأجيال قولي لنا شيئا عن الله الذي يولد
قولي أفي عينيه ما يعبد )
ثـم ينقل عنه قوله :
( مات إله كان من هناك
يهبـط من جمجمة السماء )